بقلم : محمد ياسر مولين
لنأخذ مثال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي وضع قاعدة واضحة للتفاوض مع البوليساريو: "لن تبدأ أي مفاوضات إلا بحضور الجزائر، وإلا فـ 'لا'." قاعدة بسيطة ومبدأ واضح… وفجأة تنهار الأوهام في أروقة الجزائر.
ثم جاء القرار 2797، الذي أُقر في 31 أكتوبر 2025، نص واضح وصارم… صعب على المسؤولين الجزائريين التعامل معه، الذين حاولوا تعديل النص لصالحهم بإضافة "الطرفان" بدلاً من "الأطراف" وحذف ذكر الجزائر… الأمم المتحدة رفضت ذلك قاطعاً. وعليه، بعد 24 يوماً من التأخير والاتصالات المرتبكة، نُشر النص النهائي كما هو في اللغات الرسمية الست، مع الإبقاء على الجزائر في النص رغم إدعائها عدم التدخل منذ خمسين عاماً.
حتى أن دبلوماسياً جزائرياً حاول المساومة بتصويت إيجابي على غزة مقابل تعديل النص العربي، لكن اليقظة المغربية بقيادة عمر هلال حالت دون ذلك. وبرزت "جمهورية تندوف" كسراب مالي يبتلع مئات المليارات بلا جدوى… لا دولة، لا أمة، ولا مشروع، مجرد خيال.
الفصل الثاني: بروكسل توجه الصفعة، والجزائر تفقد توازنها
كما لو أن صفعة نيويورك لم تكن كافية، تدخل بروكسل لتوجيه ضربة قاضية… البرلمان الأوروبي، بصوت واحد، يرفض التعديلات المعادية للمغرب التي دعمها اللوبي الجزائري وبعض المنظمات غير الحكومية، ويعترف بالمنتجات المغربية للصحراء… المدن الكبرى مثل العيون والداخلة مؤكدة في الاتفاقيات الزراعية… الجزائر، صادمة ومنهارة سياسياً… بينما العالم كله يدرك الرسالة: الصحراء مغربية، ونقطة على السطر.
الفصل الثالث : عندما تضحّي الجزائر بفلسطين مقابل صورتها الدبلوماسية
في مجلس الأمن، بينما يطالب الفلسطينيون، بما في ذلك حماس، الجزائر بالتصويت ضد قرار أمريكي يفرض وصاية دولية، رفعت الجزائر يدها بالموافقة… نعم، تصويت "نعم" متحمس، وكأن ممثل الجزائر لم يفهم السؤال… بينما روسيا والصين امتنعوا عن التصويت، الجزائر تقول "نعم"، فيضيع شعارها المعتاد حول دعم فلسطين.
الفصل الرابع : فلسطين منسية ، البوليساريو متروك، والتماسك يتلاشى
بعد فقدان ورقة فلسطين، حاولت الجزائر إنقاذ صورتها عبر البوليساريو… وظهر الغرابة حين أعلن وزير الخارجية أحمد أطفا أن الجزائر تريد "الوساطة" بين المغرب والبوليساريو… وكأن الجزائر لم تكن تمول وتسـلح وتدرب وتوجّه البوليساريو منذ خمسين عاماً… فجأة تصبح "حيادية"! لو كان للسخرية قدرة على القتل، لكانت الوزارة أغلقت فوراً.
الفصل الخامس: عندما يتقدم العالم… الجزائر لا زالت تتخبط في الرمال
في الوقت نفسه، يشكر ترامب الدول العربية على دعمها باستثناء الجزائر… الاتحاد الأوروبي يختار المغرب كشريك موثوق… مجلس الأمن يعترف بخطة الحكم الذاتي المغربية كحل وحيد… الدول العربية، الإفريقية والأوروبية تتقدم… والجزائر، بسبب تقلباتها، تصبح معزولة… الكاباران أرادوا الظهور كثوريين، لكن انتهى بهم الأمر كممثلين ثانويين، منسيين خارج المشهد.
عندما تلتحق الحقيقة بالأوهام
في شهر واحد، بين نيويورك، بروكسل وغزة، انهارت أوهام النظام الجزائري بسرعة… بينما المغرب يعزز حكمه الذاتي، ينظم أقاليمه، يؤمن تحالفاته، يصدر منتجاته، وينجح دبلوماسياً… الجزائر تبحث عن كلمات مناسبة في القرارات الأممية، تتخلى عن فلسطين، تضحي بالبوليساريو، وتصبح رهينة تقلباتها… الصحراء مغربية، المغرب يتقدم بثبات، ونظام الكاباران يواجه أزماته العصبية…