كتاب الرأي

من آفاق إلى أخرى: أولا: حتى متى؟!!!


حتى متى سيظل هؤلاء المثقفون المتحصنون أكاديميا في بروج تنظيراتهم العاجية متغيبينن عن واقع و قضايا مجتمعهم اليومي المعيش و عن مؤسسات الأحزاب و النقابات و المجتمع المدني التي تعاني من بعض الفراغ الفكري و التحليل المنهجي بسبب هذا الغياب غير المبرر للمثقفين الأكاديميين اللذين بلغوا مرحلة الشفافية و التحرر من قبضة و استلاب الهيمنة الأكاديمية الإمبريالية...



ألا يجوز لنا في انتظار سنة 2030 موعد التنظيم الثلاثي المشترك بين المغرب و أسبانيا و البرتغال لمباريات كأس العالم، طرح السؤال المألوف و المؤرق و الممل:   هل ستتعافى انتخاباتنا المقبلة من الأنفلونزا المزمنة للدموقراطية؟!!!


 فكلما استعرضنا أحوال المجتمع المغربي في جولة قصيرة لظروف الغالبية العظمى لعامة الشعب، في أفق تعميم مشروع التغطية الاجتماعيةالمنتظر ( الأمل الحاضر الغائب بامتياز )، إلا وجدنا من هنا و هناك مآسي الغلاء الفاحش و البؤس الاجتماعي في ربوع الوطن تؤكد إن الكثير من المؤسسات هي مجرد واجهات زجاجية تعرض بشكل رديئ الانتظارات الشعبية، تلمع الفراغ، تبيع الوهم و تفرخ فرص الريع و التنمية ( الخصوصية ) و لناهبي المال العام، ... مما يفيد بأن نسبة العزوف عن الانتخابات  ستزاداد ارتفاعا و أن الفصام بين المؤسسات و الشعب سيتفاقم بسبب عدم الثقة في المستقبل، ذلك أن جميع المؤشرات القوية في مجالات استراتيجية مصنفة خطأ بأنها قطاعات اجتماعية تبدوا غير قابلة للتغيير و أنها لا تحضى باهتمام الاستثمار الاقتصادي و البشري كغيرها من مجالات النفعية المادية الصرفة و السريعة و التي لا تتيح فرص الترقي الاجتماعي للشرائح الاجتماعية الهشة و الفقيرة ( قاعدة الهرم السكاني الواسعة ) فقط، بل تعمل على جر الطبقة الوسطى إلى الأسفل أكثر فأكثر.


.فماذا أعددنا إذن ( حكومة و أحزابا و مجتمعا مدنيا ) من مشاريع جدية و ملموسة و برامج تنمية مفصلة بالأرقام و مواعد الإنجاز و تجديد كلي للوائح النتخابية، إنعاشا للدموقراطية المحسوم في اختيارها دستوريا، عسى يتم استرجاع الثقة في المؤسسات و التعبئة الوطنية الشاملة من أجل الانتخابات المقبلة و ما بعدها...
 تلك الأيام نداولها بين الناس.

لا شيء يدوم على حاله.

فقانون المد و الجزر يحكم الكون و ظواهره، كما أن سيرورة المجتمعات الإنسانية و صيرورتها أجيالا و أحقابا يحكمها جيوسياسيا نفس القانون تمددا و انكماشا بين القوة الضاربة أحيانا و الضعف أحيانا أخرى. و هكذا دواليك

  ثانيا:  من هنا و هناك
 سبعة مترابطة


 1 - الخيانة الطبية:


رسالة وجهها الدكتور وحيد عبد الصمد غير جوجل إلى كل طبيب في موضوع الخيانة الطبية المتضمنة فضح بيع المرضى لشركات الأدوية  و المستشفيات و  المختبرات و مراكز الفحص بالأشعة الخاصة من طرف بعض الأطباء منعدمي الضمير الأخلاقي و المهني مقابل تقاضيهم عمولات مادية و عينية.

و فيما يلي تعقيبي على الرسالة أعلاه:

زد على ذلك معضلة التكوين الإكاديمي للطب كغيره من التخصصات العلمية الإكاديمية، خاضع في إطار التعليم العالي و تكوين الأطر  لاستراتيجية الأيديولوجية الاستهلاكية العالمية، إذن فلا مفر من أن الأطباء تم تكوينهم أساسا لترويج منتوجات مختبرات الأدوية  في إطار الليبرالية الرأسمالية المتوحشة التي تسمح بالجشع تحت يافطة تحرير الأسعار و الجودة ( المفترى عليها ).

 ذلك أنه لو كان الأطباء قد تخصصوا أيضا في علم التغذية الذي من المفروض و من الضرورة أن يرافق تكونهم الحالي، لكان الطبيب إذن غير مضطر لعلاج أغلب المرضى بالأدوية و لكان يكتفي في علاجهم فقط بما يحتاجونه كنظام غدائي  أو تزويدهم بما ي ينقصهم من عناصر غدائية أو بكل بساطة تغيير بعض عادات الأكل لديهم حسب كل حالة عن حدة. و بالنتيجة إعفائهم من المضاعفات السلبية لكثير من الأدوية...


.  و ختاما تبقى المسألة الأخلاقية و الضمير المهني للطيبيب كغيره من الأطر و المسؤولين حاضرة بقوة. و لنا العبرة في وصايا الرازي و الفرابي و ابن سينا و جالينوس،... فيما يتعلق بأخلاق الطبيب و ضميره المهني.


2 - بين الباطن و الظاهر                                                           

الحجاب الباطن الفكري أقوى رسوخا و ثباتا من الظاهر المادي


3 -  العمر لا يعد بالسنين:

. إن لحظة الميلاد تسبقها مسافة زمن الخلق الأزلي وتأتي على قمة هرم من التطور الإنساني لتكون إضافة في استمرارية التاريخ... فالمرجعية الزمنية لعمر سقراط مثلا/ القرن الرابع قبل الميلاد تبقى أقل من مرجعيتي الزمنية في القرن الواحد و العشرين... وعمري إذن أكبر من عمر سقراط.

 وما أشاهده من تطورات في كثير من المجالات و الاكتشافات و الاختراعات و ما يستتبع ذلك من تعقيدات و تناقضات يجعلني افتراضا و منطقيا أكثر نضجا و اغقيدا من زمن سقراط.. و أقله بالنسبة للأجيال القادمة...
                                     
4 - الزعيم المستبد:

. إن الذي ينتج الزعيم الفيودالي المستبد و الديكتاتور هو خنوع العبيد التلقائي و تعلق الشعب الأمي الجاهل و الفقير بحب لا مشروط لزعيمهم الحاكم المطلق. و إقتناعهم العميق بالرزوح تحت نير الاستبداد... و لا من يرعوي بل جلهم في ألوان الرزوح و فنونه يتنافسون... 
                                         
5 -  السلوك  الديني و حرية التعبير:                   

 السلوك الديني أخلاق و مواقف و عمل صالح، أما النزوات و الانفعالات الحيوانية الضارية فلا علاقة لها بأي نزعة إنسانية حضارية... كما أن السلوك الديني التمظهري و الطقوسي لا يشفع للجهل و ظلامية الفكر و الإجرام،  تماما كما أن التواري خلف  شعارات حرية التعبير و الانفتاح لا تبيح بأي مبرر ديني أو علماني تأجيج مشاعر العداء و الكراهية و إيقاظ النعرات القومية لما قبل الحربين العالميتين المدمرتين، التي ترفضها جميع مواثيق السلم و السلام الأممية
. يريد المطففون دحر الحق لكن مهما حاولوا الكيد ماكرين فهم المدحورون و ما يشعرون...


6 - الإحسان بعض من كل

 إن تقاسم مشاعر و أوضاع البسطاء المحتاجين أمر محمود و أخلاق عالية شريطة ان يكونوا  أقلية في المجتمع. لكن إذا كان عددهم يشكل الأغلبية العظمى صار  التقاسم سلسلة بؤس لا تنتهي إلا بثورة في القوانين و في تنفيذها على المستوى الاجتماعي العام

مقطوعة شعرية:

من و إلى...

من قبيل خرافة النعرات
من قصيد الزوايا 
و أوراد الشتات
سلطات رفات..
أضرحة.. 
و عاشوراء.. 
من قبيل خرافة النعرات
إلى وطن بشساعة البلاد
أساطير الحروف.. 
و الألسن.. 
و العيون..
طرقات مسير من ميسر 
و ألوان حصير
تتعدد أوراق الخريف راقصة 
بين رصيف..
و رصيف.. 
و رصيف..



 بقلم:  علي تونسي

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 4 دجنبر 2023
في نفس الركن