كتاب الرأي

ملي وليدات ضحايا الاعتداءات الجنسية كيعَاوْدو يعيشو الألم ديالهم فالفضاء الرقمي


​فهاد العصر اللي ولا فيه الإنترنت جزء من حياتنا اليومية، ولى خطر كيهدد وليداتنا كيزيد ويتعمق. نجات أنور، رئيسة جمعية "ما تقيش ولدي"، دقات ناقوس الخطر: صور ديال وليدات صغار ضحايا الاعتداءات الجنسية كيدورو فالفضاء الرقمي. الصور ماشي غير كاتفضحهم، ولكن كاتخلي الألم ديالهم يعيش معاهم طول حياتهم.



الإنترنت فيه الخير والشر. كيجيب المعرفة، التواصل، وكيقرب العالم. ولكن من جهة خرى، كيعطي فرص للوحوش اللي كيتخبّاو ورا الشاشات. الشبكات الاجتماعية، الميساجات السرية، والمنتديات المظلمة ولات أسواق خفية كيتباعو ويتشاركو فيها صور pédopornographiques. والمشكل كيزيد يتفاقم فالمجتمعات اللي باقي ماعندهاش وعي كافي، واللي فيها العائلات ماقادراش تراقب كلشي اللي كيدوز قدام عيون وليداتهم.

أي صورة كاتتنشر هي جريمة كاتتعاد. الضحية الصغير كيولي محكوم يعيش المأساة ديالو بجوج: مرة أولى فالاعتداء، ومرة ثانية فالعالم الرقمي اللي ما كينساش. حتى إلا تشدو المجرمين، الصور كتبقا فالسيرڤورات، كتعاود تتباع وتتخزن. وهاكا كيولّي الطفل محكوم بعذاب أبدي.

نجات أنور ماشي أول مرة كتهضر. من سنين وهي كتحارب باش تحمي البراءة وتكسر الطابوهات ديال البيدوفيليا فالمغرب. ولكن دابا الوضع أخطر: العالم الرقمي ولى كيضرب بقوة وكيزيد يعمّق الجرح. النداء ديالها ماشي غير للسلطات والقضاء، ولكن حتى للعائلات، للمدارس، للإعلام وحتى للشركات الكبرى ديال الإنترنت.

القوانين كاينة فالمغرب ضد الجرائم الإلكترونية وضد انتهاك خصوصية الناس. ولكن المشكل فالتطبيق البطيء والوسائل المحدودة. خاص الدولة تستثمر فالcybersécurité، تدرّب البوليس والمحققين، وتخدم مع الدول الأخرى. حيث بزاف من هاد الصور كيتخزنو فالسيرڤورات اللي كاينة فبلدان أخرى، وقوانينهم رخوة. المغرب بوحدو ما يقدرش يواجه هاد الغول.

المشكل ماشي غير ديال الدولة. حتى المجتمع كيسكت بزاف. العيب، الخوف، والفضيحة كيخليو بزاف ديال الملفات يتغطاو. ولكن الصمت هو اللي كيعطي القوة للمجرمين. باش نحمي وليداتنا خاصنا نهضرو. الإعلام عندو دور كبير: يوعّي الناس بلا ما يدير الفرجة على المآسي.

الدار خاصها تكون الحصن الأول. بزاف ديال الآباء ماعارفينش شنو كيديرو وليداتهم فالتليفونات والتابليطات. وحتى اللي بغا يراقب، مرات ما عندوش الثقافة الرقمية باش يفهم. ولكن هادي هي المسؤولية: خاص الحوار والثقة بين الوالدين والأولاد. الطفل خاصو يعرف بلي أي حاجة مشبوهة خاصو يهضر عليها بلا خوف.

فايسبوك، تيك توك، واتساب، تيليغرام… كاملين ولاو قنوات باش كاتمشي هاد المواد. كيقولو هما غير وسطاء، ولكن فالواقع ولاو جزء من الجريمة. خصهم يتحمّلو مسؤوليتهم: يدارو قوانين صارمة، ويخدمو مع السلطات المحلية، ومايبقاوش كيتهربو.

الموضوع ماشي تفصيل صغير. راه مسألة وجودية. أمة ما تحميش وليداتها، كتغامر بالمستقبل ديالها كامل. المغرب اللي كيتباهى بالشباب ديالو ما يقدرش يسمح البراءة ديالهم تولّي سلعة كتتبادل فالأنترنيت المظلم.

المعركة صعيبة ولكن ماشي خاسرينها. البداية خاصها تكون بالاعتراف العلني بخطورة المشكل. الدولة، الجمعيات، الإعلام، العائلات وحتى شركات التكنولوجيا خاصهم يخدمو يد فاليد. النداء ديال نجات أنور ماخصوش يبقا غير عنوان فالجورنالات، خصو يكون بداية تعبئة عامة.

فهاد العصر اللي كيمحي الحدود بين الحقيقي والافتراضي، حماية وليداتنا ماشي غير مسألة أخلاقية، ولكن مسؤولية وطنية. الإنترنت ماخصوش يكون فخ كيقتل البراءة، ولكن فضاء ديال النمو والإبداع.

إلا فشلنا، غادي نضيعو ماشي غير جيل ديال الأطفال، ولكن المستقبل ديال المغرب كامل. أي صورة كاتدور فالفضاء الرقمي هي ناقوس خطر كيقول لينا: ما عندناش الحق نبقاو نتفرجو ساكتين.

حماية الأطفال المغرب، الجريمة الإلكترونية المغرب، نجاة أنور ما تقيش ولدي، الإباحية الجنسية للأطفال الرقمية، أمن الإنترنت للأطفال، محاربة الاعتداءات الجنسية على الأطفال، الأمن السيبراني المغرب، المتحرشون على الإنترنت، السيادة الرقمية، حماية الطفولة


مهندس شغوف بالتقنية، عاشق للميكانيك، ومولع بالحرية… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 27 أغسطس/أوت 2025
في نفس الركن