كتاب الرأي

في نعي أصوات الحق

بسم الله الرحمن الرحيم، و لا تحسبن اللذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياءً عند ربهم يرزقون، صدق الله العظيم.


بقلوب مشتعلة بنار الثأر ومرارة الفقد، نزل علينا خبر استشهاد ستة من الزملاء صحفيين في قطاع غزة كالصاعقة ليلة امس. مست نيران القصف الصهيوني الغادر كل من أنس الشريف، محمد قريقع، إبراهيم ظاهر، مؤمن عليوة، محمد نوفل و محمد الخالدي. هم صوت غزة. هم صوت الحق. لم يحملوا ضد الاحتلال سلاحا، و لم يقاتلوا جنوده الطغاة، بل قرروا فضح إجرامه بالقلم و الصوت و الكاميرا.



بقلم: مامون أشرقي

 لأول مرة يستشهد صحفيون للجزيرة، و ليس هناك احد يحدثنا عنهم من عين المكان. لم يعد هناك احد يوصل الصوت. لم يعد هناك احد يحمل المشعل. إبادة. إبادة للحياة في كل أوجهها و للكرامة في مختلف تجلياتها و للمقاومة في جميع صورها. استهدف انس، صوت ضمير العرب اللذي لم يمل و لم يكل عن الصياح حتى آخر لحظة، و لكن لا حياة لمن تنادي. انس الشجاع القوي الأبي الذي اشتغل بجد و اجتهاد رغم الألم، رغم الجوع، و رغم الخوف، يفارقنا اليوم و يترك في رقابنا دما طاهرا اهرق بدون حق و وصية ملؤها الصدق تبكي الحجر. 

لن اكرر أسطوانة القانون الدولي و الارهاب الممنهج للكيان الصهيوني لأنها صارت معروفة للجميع. لكن ما يجب قوله هو ان اشجع الشهود على الجريمة و الإبادة قد قتلوا استعداداً لما هو قادم من ارهاب ابشع يستعد له جيش الصهاينة. لذا فيجب على هذا الكيان الغاشم ان يفتح حدود غزة للإعلام العالمي، و ان يسمح بدخول الصحفيين الدوليين ليحملوا المشعل و يتموا المهمة.

اللهم رحم شهداء الأمة الأبرار و تغمدهم بمغفرتك و اغسلهم بالماء و الثلج و البرد كما يغسل الثوب الأبيض من الدنس و اسكنهم فردوسك الأعلى.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 11 أغسطس/أوت 2025
في نفس الركن