كتاب الرأي

حتى متى؟!!!


منذ خمس سنوات مرت على أزمة كوفيد و علاقتها الرمزية بأزمة الانتخابات. حيث كنت نشرت في صفحتي بالفيسبوك مقالا في موضوع أزمة الانتخابات يدعوني الآن إلى إعادة تحيينه و نشره لأهميته. و كأن الظروف هي هي لا شيء تغير من غير تخطينا لأزمة كوفيد بأقل الأضرار نسبيا. و مفاجأة خروج شباب جيل ( زيد ) إلى شوارع و ساحات مختلف المدن و القرى في مظاهرات احتجاجات و مطالبات بإصلاحات اجتماعية و سياسية. و مفاجأة تألق منتخبنا الكروي لأقل من عشرين سنة بالفوز بكأس العالم للشبان. و بعدها بقليل فوزنا الأممي الأسمى و الأهم و انتصارنا المحقق في قضيتنا الوطنية الأولى بتصويت مجلس الأمن بالإجماع لصالح مشؤوع الحكم الذاتي المغربي في الصحراء تحت السيادة المغربية. فكانت سنة 2025 سنة مغربية بامتياز، لكن ازمة الانتخابات يبدو أنها باقية هي هي إن لم يحتمل تفاقمها أكثر فأكثر..



أفلا يجوز لنا، في مطلع سنة 2026 التي تبدو أنها ستكون سنة اللقاح بتعديل  القوانين و الخريطة الانتخايية بلا منازع، طرح السؤال المألوف و المؤرق و الممل: << هل ستتعافى انتخاباتنا المقبلة من الأنفلونزا المزمنة للديموقراطية؟!!! >>

 فكلما استعرضنا أحوال المجتمع في جولة قصيرة لظروف الغالبية العظمى لعامة الشعب، في أفق مشروع التنمية و التغطية الاجتماعية  المنتظر اكتمالها ( أمل حاضر غائب بامتياز )، إلا وجدنا من هنا و هناك مآسي البؤس الاجتماعي في ربوع الوطن و مظاهر التفاوت البيئي و المجالي و أن المفرب يسير بسرعات متفاوتتة و مختلفة  غير متساوية و لا متوازية و لا متوازنة، تشير بما لا يدعو للشك  بإن الكثير من المؤسسات هي فقط مجرد واجهات زجاجية تعرض بشكل رديئ الانتظارات الشعبية و تلمع الفراغ و تبيع الوهم و تفرخ فرص الريع باسم ( تدبير / تبذير ) الشؤون العمومية و التنمية ( الخصوصية ) لناهبي المال العام، ...  و ذلك ما سيزيد نسبة العزوف عن التصويت ارتفاعا، مما استدعى سابقا اعتماد عدد المصوتين في احتساب الفارق الانتخابي و سيستدعي أيضا و أكثر القفز باسم الإصلاح على هذا المتغير المثبط باعتماد ليس فقط عدد المصوتين بل اعتماد العدد الإجمالي للمقيدين في اللوائح الانتخابية في احتساب الفارق الانتخابي في التصويت. و هو الأمر الذي سيزيد بلا شك من تفاقم الفصام بين الشعب و المؤسسات  و منسوب عدم الثقة في المستقبل، ذلك أن جميع المؤشرات القوية في مجالات استراتيجية كالصحة و التعليم مصنفة خطأ بأنها قطاعات اجتماعية ( وجب خوصصتها ) تبدوا غير قابلة للتغيير و أنها لا تحضى باهتمام الاستثمار الاقتصادي و البشري كغيرها من مجالات النفعية المادية الصرفة و السريعة و التي لا تتيح فرص الترقي الاجتماعي للشرائح الاجتماعية الهشة و الفقيرة ( قاعدة الهرم السكاني الواسعة ) فقط، بل تعمل على جر الطبقة الوسطى إلى الأسفل أكثر فأكثر.


فماذا أعددنا إذن ( حكومة و أحزابا و مجتمعا مدنيا ) من مشاريع جدية و ملموسة و برامج تنمية مفصلة بالأرقام و مواعد الإنجاز و تجديد كلي للوائح النتخابية، إنعاشا للديموقراطية المحسوم في اختيارها دستوريا، عسى يتم استرجاع الثقة في المؤسسات و التعبئة الوطنية الشاملة من أجل الانتخابات المقبلة و ما بعدها...

بقلم: علي تونسي
 




الخميس 4 دجنبر 2025
في نفس الركن