كتاب الرأي

اندحار الأحزاب


لقد تكونت الأحزاب المغربية الوطنية استجابة لطلب مجتمعي و سياسي في ظرف تاريخي تميز بالتعبئة الوطنية و زخم ثورة الملك و الشعب من إجل مناهضة الاستبداد الاستعماري و المطالبة بالاستقلال و الحرية...



حاليا لم يعد نفس الظرف التاريخي فتغيرت شروط النضال و تغير الطلب المجتمعي و السياسي العام و لم يعد الهدف واحدا و مشتركا لأجل تحرير البلاد من المستعمر، الذي ما زال و مع الأسف بحكم شروط إيكس لي بان المشؤومة يتحكم في شرايين الاقتصاد و السياسة و خيرات البلاد تحكما ينتج المزيد من البؤس الاجتماعي و الفوارق الطبقية و المجالية،  فتحول التنافس على الأخلاق و القيم الوطنية التحريرية إلى تنافس مادي  عددي من أجل المكاسب الشخصية عبر  المناصب و الامتيازات الريعية و أصوات الناخبين فتحولت القيم النضالية من فكرية و أخلاقية إلى أرقام عددية مادية و اتجهت الأحزاب تنظيميا إلى تهميش الرصيد النضالي الوطني تلقائيا و بالتبعية لفائدة الرصيد المالي و السلطوي للمنخرطين الجدد ( فتم فتح باب الريع الإقتصادي و السياسي و الانتهازية على مصراعيه )  فأصيبت قواعد الحزب الصلبة و الوفية بالتيئيس و التهميش و أصيبت الأحزاب بالنزيف...


طبعا هذا الوضع المحزن و المخزي للأحزاب الوطنية و للبلاد عموما على المستوى العربي فإن مرده تاريخيا يعود إلى فترة مقاومة الاستعمار حيث لم ينتبه قادة المقاومة العربية أنئذ إلى فخ الوطنية الضيقة الذي أوقعتهم فيه قوى الاستعمار فأصبح النضال من أجل الاستقلال يقتصر على كل قطر عن حدة في معزل بل أحيانا في تناقض مع أقطار أخرى فتم التركيز على الانتماء الوطني و حماية الحدود الجيوسياسية للقطر الواحد في نسيان تام أو تأجيل غير مقنع لبناء الوطن العربي الموحد مما أجج الصراعات العربية- عربية منذ تأسيس جامعة الدول العربية و سمح للقوى الاستعمارية من إملاء شروطها و فرض مصالحها  و أتباعها...


و بسبب ذلك تؤدي أجيال حاضرنا المأزوم الثمن غاليا...

ســراب و قــطــار

هلْ ممكنا حريّتي و استقلالي
تلك الأوطانُ كانت يوماْ وطني 
هلْ أخْتارُ قبل الحياة حياتي 
رحمي..
نوعي..
موعدي و وطني

أدركت أنني أوَّلُ مسيرتي 
بين  نَوم و نَوم و وهْم صحو 
كائناَ أنا فــي قطار يسير 
بين  يسر و عسر أَسيرَ قطار
لست  وحدي .. هُناكَ أسرى كثاار 
علينا مرت أشْجار و أزمان
و سراب على نوافذ القطار 
كثافةُ الأنفاس تحجب الأنْظار
و ضباب على الزجاج فيهه رسمتُ خطوطَ ضوئي
و رسمت بَصمة الماضي و حاضري و آمالي

تبقى الكتابة خلقا مستمر
بلا تكرار.. و بناء متجدد بلاحدود...

من بين الخالدين أناس
ماتوا و هم على أعلى درجات 
من الطهر و الإنسانية و الأخلاق

من استقوى بالغرباء استضعفوه و أهانوه
و من استأمن الذئاب استفردوا به و أكلوه

  بقلم: علي تونسي/ الرباط

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 21 نونبر 2023
في نفس الركن