بقلم : محمد آيت بلحسن
من التكوين إلى الاعتراف الدولي : صعود المغرب
أكد المغرب نفسه كقوة رياضية صلبة، يتجاوز تأثيرها مجرد الفوز بالجوائز. جاء النجاح نتيجة استراتيجية طويلة الأمد، مبنية على استثمارات ذكية ورؤية واضحة وإرادة حازمة للوصول إلى صفوف الكبار.
لم يكن التتويج الحالي مجرد حظ، بل حصاد سنوات من العمل المنهجي. استثمر المغرب في البنى التحتية الحديثة، برامج تطوير المواهب الشابة، وتهيئة بيئة محفزة للنمو الرياضي. أشرف حكيمي كأحد أفضل الأظهرة في العالم وياسين بونو كأفضل حارس أفريقي يعكسان ليس فقط الموهبة، بل أيضًا البيئة الداعمة التي صقلت هذه المواهب منذ بداياتها.
الاستثمار في البنية التحتية وتطوير المواهب
بدأ المغرب منذ أوائل الألفية استثمارات ضخمة في الملاعب، الأكاديميات الرياضية، وإدارة المواهب، مدركًا أن الانتصارات المؤقتة لن تكفي لوضع البلاد بين كبرى القوى الرياضية. أثمرت هذه الاستراتيجية اليوم، إذ يشارك اللاعبون المغاربة في أفضل الدوريات العالمية ويحققون مستويات متقدمة.
ركزت أكاديمية محمد السادس على تهيئة بيئة متكاملة للشباب، لتصبح نموذجًا يضع المغرب في مصاف الدول المؤثرة على المستوى الإفريقي والدولي. وقد أظهر نجاح فرق الشباب، مثل فريق U20 الفائز بكأس العالم، ونجاحات لاعبين مثل عثمان ماعما، جدوى هذا النموذج في صقل المواهب وتهيئتها للمستقبل.
التزام النساء والشباب: بناء مستقبل واعد
دعم المغرب الرياضة النسائية والشبابية بشكل متواصل، ليس فقط عبر الجوائز الفردية مثل تتويج دوحة المدني كأفضل لاعبة شابة، بل عبر سياسات شاملة تضمن دمج المرأة في المشاريع الرياضية. نجاح الفريق النسائي ولاعبات مثل غزلان الشباق يؤكد التزام المغرب بالإدماج والتطوير المستمر.
وأبرزت إنجازات فرق الشباب، خاصة فوز U20 بكأس العالم 2025، نجاح استراتيجية طويلة الأمد في إعداد جيل قادر على حمل راية المغرب على الساحة الدولية، مؤكدًا اهتمام البلاد بتنمية المواهب منذ الصغر.
الجوائز تعكس نموذجًا ناجحًا ومستدامًا
أثبتت النتائج القارية والدولية أن المغرب أسس نموذجًا قويًا ومستدامًا في الرياضة، قائمًا على استثمارات مدروسة في الشباب والبنية التحتية والإدماج. لم يعد المغرب يقتصر على إفريقيا، بل أصبح مرجعًا عالميًا يُحتذى به، وأكد حضور شخصيات دولية بارزة مثل باتريس موتسيبي رئيس CAF وجيانني إنفانتينو رئيس FIFA حجم الإنجاز المغربي، حيث منحته الجوائز التكريم والمصداقية والاحترام على المستوى الدولي.
أثبت المغرب أن إنجازاته الرياضية نتاج رؤية استراتيجية طويلة المدى وسياسات متناسقة تضع الرياضة والشباب في صميم التنمية. لم يكن التتويج صدفة، بل حصاد سنوات من التخطيط الدقيق والاستثمار الذكي، مع أسس قوية ودينامية مستمرة، ما يبشر بمستقبل واعد للمغرب على المستويين القاري والدولي